أخبار وتقاريرإصداراتزياراتمقالات

حلا نبيل تكتب: مشروعات التخرج والترويج السياحي


تتخطى مشروعات تخرج الطلاب بالكليات المختلفة كونها احتفالية واعترافا بأن الطالب صار مؤهلا لخوض غمار العمل؛ بل تمثل موضوعاتها سبيلا لإلقاء الضوء علي القضايا الجوهرية التي تلمس احتياجات المواطن.

ويبرز هذا المعني بالكليات والمعاهد النظرية كالإعلام؛ والاجتماع؛ وعلم النفس؛ والمجالات التربوية والإدارية؛ التي تتناول مشروعاتها عددا من الظواهر الاجتماعية؛ ولعل السياحة وترويج التراث الثقافي للمدن والأقاليم يعد أحد أبرز هذه الظواهر .

وهو الأمر الذي صار توجها محمودا في عديد كليات الإعلام ؛ وبصفة خاصة أقسام العلاقات العامة والاتصالات التسويقية المتكاملة؛ حيث يتجه طلابها في مناسبات عدة نحو ابتكار حملة ترويجية متكاملة للمعالم السياحية؛ بهدف تنمية وعي الجمهور؛ وتسليط الضوء الإعلامي ثوب المعاني السياحية والثقافية المفقودة.

لا تقتصر الحملات السياحية علي المعالم والآثار فحسب؛ بل يمتد دورها نحو توليد معاني الفخر الاجتماعي؛ وتعزيز الهوية الاجتماعية؛ وتحقيق المزج الثقافي بين الشعوب؛ وإعادة إحياء العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية.

لقد ألقى الانفتاح الواسع في تأسيس كليات الإعلام بظلاله علي تحسين مخرجات العمل التي يشارك طلاب مشروعات التخرج بالفرقة الرابعة في دراستها وتخطيطها وتنفيذها ووضع آليات تقييمها؛ وفقا لأطر موضوعية واقعية؛ ترتكز علي مهارات النقد والتحليل والتفسير والاستنباط.

حقا تزخر مشروعات التخرج بعديد الأفكار والمبادرات؛ منها ما يركز علي ترويج معالم السياحة الدينية؛ وذلك في محاولة لإعادة إحياء التراث الثقافي الديني، هذه الحضارة العريقة التي طالما نستمد منها قيمنا وأعرافنا الأخلاقية والاجتماعية القويمة، كما لم تنس المشروعات التوجه صوب الأسرة المصرية الأصيلة؛ كأولى أجهزة التنشئة الاجتماعية، ومن ثم كان لزامًا تسليط الضوء على اهمية الكشف المبكر للأمراض الوراثية قبل الزواج.

هذه المهارات هي عنوان التميز البراق الذي صار مبدأً عامًا مهيمنًا علي إستراتيجية التدريس الأكاديمي بكليات ومعاهد الإعلام التي قطعت أشواطًا ضخمة نحو التأهيل المهني الكامل للطالب في مختلف التخصصات؛ ذلك شريطة امتلاك الكلية رأس مال إداري تتكامل رؤيته الثاقبة مع رأس المال المادي من تجهيزات وموارد وبني تحتية؛ يتصدي لإدراتها وتطويعها موارد بشرية فعالة؛ تمتلك الكفاءة الممزوجة بقيم التعاون، والإنجاز، والعمل الجماعي.

وفي النهاية لا يمكنني تناول ظاهرة مشروعات التخرج بمعزل عن ثقافة التميز المؤسسي والعقلية القيادية التي تؤمن بأهمية الابتكار وجودة العمل المتسق مع احتياجات وأهداف المجتمع ، ويأتي ذلك عن طريق رفع معايير تقييم الأداء وتحسين القيمة النوعية؛ لبناء الثقة بين الطلاب ومشرفي المشروعات الملتزمين بمسئوليات عملهم والوفاء بوعودهم، وحرصهم المتلاحق علي تنمية قدراتهم وخبراتهم، وتحسين مهاراتهم العملية، فضلًأ عن تغليب الأهداف المشتركة للمشروع علي الاهتمامات الشخصية، والسعي الدائم نحو تجاوز مشكلات العمل التي قد تنشأ بين الطلاب، واتخاذ القرارات المشتركة؛ حتى وإن اختلفت الآراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى